تقرير عن محاضرات الأسبوع الثقافي/ المحاضرة الثالثة " الانحراف الفكري دراسة تأصيلية"
تقرير عن محاضرات الأسبوع الثقافي/ المحاضرة الثالثة " الانحراف الفكري دراسة تأصيلية"
أ.د. عبدالعزيز العويد
استمرارا لفعاليات الأسبوع الثقافي( وكذلك جعلناكم أمة وسطا) نظمت وحدة الإرشاد الأكاديمي المحاضرة الثالثة من محاضرات هذا الأسبوع وكانت بعنوان" الانحراف الفكري دراسة تأصيلية" قدمها فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز العويد.
وقد تضمنت المحاضرة المحاور التالية:
أولا: مقدمة حول الانحراف الفكري، بين فضيلته من خلالها المقصود بالانحراف الفكري، كما بين أنه ثمة خطأ في تحديد وتوصيف هذه الظاهرة، وثمة خلط كذلك الأمر الذي أدى غلى تأخر علاجها، وربما كان ذلك أمرا مقصودا لبعض القوى المستفيدة من هذه الظاهرة.
ثانيا: أثر الإعلام على معالجة هذه الظاهرة، حيث لا تكفي كثرة الطرح الإعلامي لعلاجها، بل لا بد أن يكون تناولها تناولا منهجيا مؤصلا بالأصول الشرعية، وإلا فإن سلبيات هذا الطرح قد تفوق إيجابياته.
ثالثا: تناول فضيلته أفضل السبل لعلاج هذه الظاهرة والتي تمثلت في:
أ- العمل على تحديد الرؤى التأصيلية لهذه الظاهرة.
ب- توظيف العلوم الإسلامية بشتى جوانبها في بحث هذه الظاهرة وتقديم العلاج لها، وسيما وأن كثيرا من الفرق المنحرفة كانت تدعي الاحتجاج بالنصوص الشرعية، ولكن هذا الاحتجاج كان استغلالا للنصوص في سبيل تحقيق مآرب تلك الفرق المنحرفة، ولا بد في هذا المقام من فهم النصوص فهما صحيحا حتى لا يستغلها ضعاف النفوس وهذا الفهم يجب أن يكون قائما على العقل واللغة العربية والشريعة الإسلامية ومقاصدها.
ت- النجاة من الوقوع في الفكر الضال المنحرف لها سبيلان لا بد منهما: أولهما: اعتقاد مصدرية الوحي، والثاني: الفهم الصحيح للنصوص وفق مراد الله تعالى.
ث- تعارض الأدلة قد يكون سببا للانحراف، وبالتالي فيجب أن يتصدى لهذا العلم الفحول من العلماء الراسخون في العلم.
ج- الطبيعة النفسية قد تلعب دورا كبيرا في التعاطي مع الأحكام الشرعية، وبالتالي فيجب الحذر في هذا الجانب.
ح- من أعظم أسباب الانحراف الفكري من جهة تأصيلية إغفال مقاصد الشريعة الإسلامية أو الجهل بها، وربط الأحكام بالمقاصد يسهم بشكل كبير في دفع الشهوات وأهواء النفوس، فيحكم الإنسان تصرفاته بالشرع ومآلات الأمور.
بعد ذلك قام الدكتور عبدالرحمن الصمادي بتقديم بالتعقيب على محاضرة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز العويد وتقديم ملخص لأهم الأفكار والمحاور التي تضمنتها والتي من شأنها أن تسهم في فهم وعلاج هذه الظاهرة الخطيرة.
أما مشاركات الحضور واستفساراتهم فكانت تدور على الدور الذي ينبغي على الدول الإسلامية أن تقوم به من أجل تقديم الصورة الصحيحة للإسلام، ومحاربة ظاهرة الانحراف الفكري، وأجاب فضيلة الأستاذ الدكتور العويد عن ذلك بأن الجهود يجب أن تتظافر لتحقيق هذا المقصد على الصعيدين الدولي والفردي، ويجب أن يكون ذلك في محورين:
المحور الأول: كسب الناس ليدخلوا في هذا الدين.
المحور الثاني: تحييد بعض الأشخاص والجهات ونقلهم من جانب العداء للإسلام إلى جانب الحياد أو التفهم الصحيح.
وبين فضيلته أن حكومة المملكة العربية السعودية لا تألو جهدا وعلى جميع الصعد في تقديم الصورة الصحيحة للإسلام ومحاربة الفكر الضال المنحرف بجميع صوره.
كما طرح بعض الحضور استفسارا عن الفرق المنحرفة وأيها أشد خطرا على الإسلام والمسلمين؟ وكانت الإجابة أن الفكر المنحرف بجميع انتماءاته وصوره يمثل خطرا عظيما على الإسلام والمسلمين، والأولى لنا أن نشتغل بتحصين الأفراد والمجتمعات ضد الأفكار المنحرفة بجميع صورها.
كما طرح استفسار آخر حول أثر الواقع على الانحراف الفكري خصوصا لدى فئة الشباب؟ وكانت الإجابة أن هذه الفئة بحاجة لعناية خاصة لا سيما من جهة العماء والدعاة الذين يجب عليهم أن يقتربوا من هذه الفئة لفهما والتعامل معها بالأساليب والوسائل التي تضمن عدم تأثرهم بالأفكار المنحرفة وأتباعها، ولعل من أهم الوسائل في هذا الباب إشراك هذه الفئة بالأنشطة الاجتماعية النافعة لمجتمعاتهم الأمر الذي يولد لديهم شعورا بأهميتهم وحاجة المجتمع لهم، فينشغلوا بما يفيد أنفسهم وأوطانهم عن متابعة تلك الأفكار الضالة المنحرفة ودعاتها.