تقرير عن محاضرات الأسبوع الثقافي/ المحاضرة الأولى" فأوغلوا فيه برفق"
تقرير عن محاضرات الأسبوع الثقافي/ المحاضرة الأولى" فأوغلوا فيه برفق"
د. خالد أبا الخيل
ضمن سعي كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة القصيم ممثلة بوحدة الإرشاد الأكاديمي إلى نشر وتعزيز فكر الوسطية والاعتدال، والتحذير من الغلو والتطرف بجميع مظاهرة نظمت وحدة الإرشاد الأكاديمي المحاضرة الأولى من محاضرات الأسبوع الثقافي( وكذلك جعلناكم أمة وسطا) وكانت بعنوان" فأوغلوا فيه برفق" قدمها فضيلة الدكتور خالد أبا الخيل.
وقد تضمنت المحاضرة المحاور التالية:
مقدمة حول حديث " إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق" من حيث سنده ومتنه، ثم بين فضيلته حاجة المسلمين الماسة لهذا الحديث في هذه الأيام التي كثر فيها الغلو والتشدد والانحراف عن الطريق المستقيم.
بعد ذلك تناول فضيلة المحاضر أهمية إيصال الصورة الصحيحة للإسلام للناس كافة ولغير المسلمين خاصة، مستدلا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، حيث لم يقم بقتل أحد من المنافقين على الرغم من معرفته لهم معرفة تامة، وليس ذلك لشيء إلا لحرصه صلى الله عليه وسلم على أن لا تتكون لدى الناس خارج المدينة صورة سلبية عن الإسلام، وبين كذلك أن خطر التشدد في الدين كالخطر في ترك الالتزام به.
وبين فضيلته أن هذه الحديث بمثابة لافتات ومنارات وضعها النبي صلى الله عليه وسلم في طريق المسلمين ليسترشدوا ويهتدوا في مثل هذه الفترات، فهذا الحديث يبين لنا المنهج الوسط الذي ينبغي على كل مسلم أن يسلكه في تدينه، ويندرج ذلك تحت مسعى النبي صلى الله عليه وسلم الدائم والدؤوب في محاربة الفكر المنحرف والتحذير منه، الأمر الذي ينبغي علينا جميعا أن نسلكه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
كما حذر فضيلته الحضور من الاغترار بما يبذله أهل الغلو والتطرف من التضحيات في سبيل مذاهبهم، مبينا أن حقيقة هذا السلوك لا تخدم مصالح الدين، وإنما تخدم مصالحهم التي يتخذون من الديم مطية لها، فهم يطالبون بتحكيم الشرع وحقيقة دعوتهم أنهم يريدون الحكم لأنفسهم، وسلوك مثل هذه الفرق على مر التاريخ شاهد على هذه الحقيقة، وتاريخ الغلو والتطرف يعيد نفسه، وأهل الغلو والتطرف هم شر الخليقة، والنصوص الشرعية وأقوال الصحابة رضي الله عنهم شاهدة بأن أثرهم على الدين أشد خطرا من أثر الكفار والملحدين.
وتطرق الدكتور خالد أبا الخيل في محاضرته إلى الدور الكبير الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام في تشكيل الأفكار المنحرفة التي تؤدي إلى الغلو والتطرف، مع قدرته على تغليف هذه الأفكار بأغلفة مختلفة للتلبيس على الناس، وبالتالي فيجب على المسلمين في المقابل أن يستغلوا هذه الوسائل في بيان حقيقة الإسلام وإيصاله للآخرين بصورته المشرقة من جانب، واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي في مقاومة أفكار الغلو والتطرف وتحذير الناس منها وإبعادهم عنها لا سيما فئة الشباب.
بعد ذلك قام الدكتور عبدالرحمن الصمادي بتقديم ملخص لأهم المحاور التي اشتملت عليها ومحاضرة الدكتور خالد أبا الخيل، ليفتح الباب أمام مشاركات الحضور واستفساراتهم، حيث كان من ضمن الاستفسارات المطروحة: ما المنهج الصحيح في علاج هذه الظاهرة لا سيما في هذه الأيام حيث الأمة تعاني ويلات الإحراف والتطرف، وأجاب الدكتور أبا الخيل أنه على الرغم من كثرة الحديث عن هذه الظاهرة إلا أن ذلك لم يسهم بالقضاء عليها، الأمر الذي يتطلب منهجا تربويا متكاملا في علاج هذه الظاهرة يبدأ من الأسرة إلى المدرسة فالجامعة ليشمل مؤسسات المجتمع بكل أطيافها، وهو ما تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية ضمن سعيها الحثيث والمتواصل لبيان حقيقة الأفكار والمنحرفة ومخاطرها على المجتمع وتحذير الناس منها.
وفي نهاية المحاضرة تقدم الدكتور الصمادي بجزيل الشكر للدكتور أبا الخيل على هذه المحاضرة القيمة التي جاءت في وقتها حيث المجتمع في حاجة ماسة لمثل هذه الأفكار التي تبين حقيقة الإسلام القائمة على الوسطية والاعتدال، كمات وتحذر من تلك الأفكار المنحرفة الضالة التي يسعى أصحابها إلى الإضرار بأمن المجتمع وترويع الآمنين فيه، كما توجه بجزي الشكور للحضور على حضورهم ومشاركاتهم.