تجربة وممارسة تعليمية

 تجربة وممارسة تعليمية

إعداد

أ . د  / أحمد بن سليمان بن صالح الخضير

الأستاذ في قسم القرآن الكريم وعلومه

 

شهدت السنوات  القليلة الماضية تسارع وتيرة التقدم العلمي والتكنولوجي، وتطور في المجتمعات والحضارات وظهر ما يعرف بعصر الثورة المعرفية واستخدام التكنولوجي الحديثة في ذلك ، كل هذه الأسباب والتحديات  الهائلة والمتغيرات الجذرية وغيرها لعبت دوراً رئيساً أدت إلى أن يكون هناك مراجعة شاملة لمنظومة التعليم في معظم دول العالم وإيجاد اتجاهات حديثة لتطوير وتحديث وجودة التعليم  ، وظهر ما يعرف بالتعلم النشط  الذي قلب العملية التعلمية وحول  المتعلم من مجرد مستمع ومستقبل للمعلومة (وهو ما يعرف بالنمط التقليدي ) ، والمعلم  مجرد ناقل للمعلومة، إلى أن يكون  المتعلم هو محور العملية التعليمية عن طريق المشاركة والاكتشاف والسؤال والعمل الجماعي بين الأقران.

  • وللتعلم النشط  عدة استراتيجيات  وطرق من أبرزها  ما نحن بصدد عرضه  وهو ما يعرف بالتعلم التعاوني  أو التعلم التفاعلي ، و هو أسلوب تعلم يتم فيه تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة يتراوح عدد أفراد كل مجموعة ما بين 4-9 أفراد ويتعاون طلاب المجموعة الواحدة في تحقيق هدف أو أهداف مرسومة في إطار اكتساب معرفي يعود عليهم جماعة وأفراداً بفوائد تعليمية متنوعة أفضل مما يعود عليهم في أثناء تعلمهم الفردي .

فهو إذاً أسلوب تعليمي يتفاعل فيه جميع الطلاب على اختلاف الفروق الفردية بينهم لتحقيق هدف محدد بمتابعة وإشراف من الأستاذ .

هذه مقدمة مختزلة عن الطريقة والاستراتيجية التي كنت أمارسها مع طلابيزهاء عشر سنوات مضت بحمد اللهوإلى الآن .

أما عن الطريقة التفصيلية لطريقة عرض الدرس فهي كالتالي موثقة بالصور :

أولاً : عندما أدخل القاعة يكون الطلاب قد تهيؤا للدرس بالجلوس على شكل حرف ( U ) بالإنجليزية  فكل محاضرة أدخل القاعة أجد الطلاب بهذه الصورة التي بالشكل رقم ( 1 ) فلا أحتاج لتهيئتهم كل محاضرة مما يترتب على ذلك  من ضياع للوقت .

ثانياً : إذا كانت المحاضرة الأولى فإني أحاول أن ينتقلكل طالب إلى مكان زميله المقابل له ليحصل هناك نوع من التدريب الحركي للجسم الذي يذهب النوم إضافة إلى نوع من التهيئة الذهنية للعقل .

ولهذه الطريقة أعني طريقة الجلوس في القاعة عدة مميزات منها :

  1. التعارف بين الطلاب داخل القاعة .
  2. الحضور الذهني لدى الطلاب   .
  3. عدم الانشغال بالجوال .
  4. عدم النعاس فضلاً عن النوم .
  5. أن جميع الطلاب مكشوفين أمام الأستاذ .
  6.  بث روح التنافس بينهم وذلك عندما يشاهد كل زميل مشاركة زميله .

ثالثاً : توزيع الطلاب إلى عدة مجموعات داخل ، ولكل مجموعة قائد .

رابعاً : يقوم كل عضو  من المجموعة بقراءة المطلوب منه ،و وضع سؤال لكل معلومة يقف عليها .

خامساً : في نهاية الوقت المحدد للقراءة يطلب القائد  من أعضاء المجموعة بقراءة الأسئلة والأجوبة التي وضعها كل واحد منهم والبقية يستمعون ، فما نقص عند فرد يكمله من زميله من خلال سماعه لأسئلة زميله وكذا القائد يقوم بتدوين الأسئلة بعد تمحيصها ويكون هو المرجع في اكتمال الأسئلة .

سادساً : إذا انتهت المجموعات في المراجعة مع  بعضها ،يقف كل قائد مجموعة ويقوم بقراءة ما انتهت  إليه مجموعته بعد تدقيقها وكل قائد يكمل ما نقص عنده من الأسئلة .

سابعاً : من خلال قراءة كل قائد للأسئلة يكون دوري هنا للتوضيح والتقريب كي ترسخ المعلومة في الذهن أكثر .

ثامناً: من خلال هذه المشاركات يكون كل طالب  قد  ذاكر الدرس أربع مرات ؛ فالأولى : القراءة مع نفسه .

والثانية : مع مجموعته ، والثالثة : مع بقية المجموعات ، والرابعة من خلال ما أقوم به من تقريب للمعلومة .

انظر الشكل رقم ( 2 ) .

تاسعاً : أحياناً أطلب من كل مجموعة تضع أسئلة للمجموعة الأخرى ليحصل التنافس بين المجموعات والذي أعتبره بمثابة الاختبارات السريعة أثناء الفصل الدراسي والذي هو من وضع الطلاب أنفسهم  مع بعضهم ، وهو ما يعرف باللغة الإنجليزية ( Quizzes) .

  • ولهذه الطريقة عدة مميزات وقفت عليها من أهمها :
  1.  جعل الطالب كما مر سابقاً هو محور العملية التعليمية .
  2.  ينمي لدى الطالب المسؤلية الفردية  والجماعية .
  3.  تكسب الطالب عدة مهارات منها القيادة والتواصل مع الأخرين وإدارة الوقت .
  4.  تقوية الروابط  الأخوية لدى الطلاب وتطوير العلاقات الشخصية فيما بينهم .
  5.  تنمي لدى الطالب الثقة بالنفس والاعتماد على الذات .
  6.  يساعد الطالب على تعلم واتقان ما تعلمه من معلومات ومهارات فالأربع كفيلة بإتقان ما تعلمه .
  7.  كسر الروتين لدى الطلاب وبث روح الحيوية والنشاط بينهم .
  8.  العمل بروح الفريق والتعاون والعمل الجماعي .
  9.  تنمي لدى الطالب تقبل وجهات النظر المختلفة .
  10.  يزيد لدى الطالب حب المادة الدراسية والمدرس التى يدرسها .
  11.  يخفض معدل الخوف والقلق من التعليم الجامعي الذي يصحب الطالب وخاصة الطلاب الجدد .
  12.  العمل بروح الفريق الواحد يزيد لدى الأعضاء الدافعية للتعلم .
  13.  يتخلص الطالب من بعض العادات السيئة كالانطوائية والعزلة والخوف والقلق .
  14.  في التعلم الجماعي الكل يشارك ويسهم في إنجاح العملية التعليمية  فجميع الطلاب يشعرون بالنجاح على اختلاف مستوياتهم وقدراتهم .

وختاماً :

أشكر زملائي الأفاضل على حسن الإنصات وجميل الاستماع ، والذين لهم دور فاعل في إنجاح العملية التعليمية فهم شركاء النجاح في ذلك .

       وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

06/10/2018
12:27 PM