تقرير عن محاضرة قصة الغلو

استمرارا للدور الذي تقوم به كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في تعزيز الأمن بأنواعه المختلفة، وحرصا منها على رعاية المجتمع وحمايته من الغلو والانحراف، وبتوجيه كريم من فضيلة عميد الكلية، قامت وحدة الإرشاد الأكاديمي بعقد محاضرة بعنوان( قصة الغلو) قدمها فضيلة الأستاذ الدكتور خالد بن عبدالله المصلح عضو هيئة التدريس في قسم الفقه، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء بمنطقة القصيم، وذلك يوم الاثنين 11/ 7/ 1437 في قاعة ابن عثيمين، وتأتي هذه المحاضرة ضمن محاضرات برنامج( الأمن الفكري وحماية المجتمع من الغلو) وحضرها مجموعة من أعضاء هيئة التدريس وجمع غفير من الطلاب.

وقد تناولت المحاضرة المحاور التالية:

المحور الأول: نعمة الله تعالى في هداية العباد غلى الصراط المستقيم، ووضوح هذا الصراط، وأن الهداية إليه هي نصيب الصادقين في طلبه.

المحور الثاني: مفهوم الغلو وهو الزيادة عن الحد المطلوب إفراطا أو تفريطا.

المحور الثالث: تلمس ظاهرة الغلو ومدى عمقها في التاريخ البشري،  فهي ظاهرة لا تقتصر على دين معين، ومحاولات إلصاقها بالإسلام والمسلمين إنما هي من باب التجني على هذا الدين وهذه الأمة والكيد لها.

المحور الرابع: الجوامع المشتركة لمذاهب الغلو وطرقه والتي تتركز حول الشبهات والشهوات.

المحور الخامس: خطاب القرآن حول ظاهرة الغلو جاء متوجها إلى أهل الكتاب، وذلك في مقام تحذير المسلمين من سلوك مسلكهم في الغلو والانحراف.

المحور السادس: خطاب النبي صلى الله عليه وسلم حول ظاهرة الغلو تناولها تسمية وتوصيفا وعلاجا لها، سواء كان الغلو في مجال العمل، أو في مجال الاعتقاد.

المحور السادس: الخوارج حيث أصبحت عنوانا عريضا يندرج تحته فرق كثيرة يجمع بينها انتهاك الحرمات وإراقة الدماء، وأهم الأساليب والجوامع المشتركة التي تجمع بين هذه الفئات:

1-     انزال النصوص في غير مواقعها الصحيحة، وذلك منبعه غياب العقل الذي تدرك به مقاصد الشرع عند هذه الفئات، مما يدفعه إلى التعامل مع النصوص الشرعية بشكل خاطئ.

2-     الاعتماد على تجيش العواطف في تحريض عوام الناس.

3-     اتهام خصومهم بعدم تحكيم شرع الله سبحانه وتعالى.

4-     محاولة إسقاط القدوات وإضعاف العلماء ليتمكنوا من خداع الناس والتلبيس عليهم.

وأنهى فضيلته محاضرته ببيان قبح هذه الظاهرة وأثرها السيء على الأفراد والمجتمعات، وليس أدل على ذلك من قيام الغلاة بقتل المصلين في مساجدهم، وقيامهم بقتل أقاربهم وذوي أرحامهم إمعانا منهم في مسلكهم المنحرف عن حقيقة هذا الدين القائم على الوسطية الاعتدال.

بعد ذلك فتح باب النقاش وطرح الأسئلة حيث طرحت مجموعة من الأفكار والتساؤلات من أهمها:

 ما هو الموقف السليم للمسلم تجاه الأفراد والفئات الذين يبنون الغلو؟ حيث أجاب فضيلة الأستاذ خالد المصلح بأن المناصحة ورد الشبهات هي من أفضل أساليب التعامل مع هذه الفئات، ولكن إذا كانت هذه الفئات ممن لا يقبل النصح ويرمي غيره بالكفر فلا بد من تبليغ الجهات المختصة عنهم حيث هي المخولة بالحجر عليهم وكف آذاهم عن الناس.

ما هي وسائل الاستقامة وما هي أسبابها حتى يظل الإنسان بعيدا عن الغلو بجميع مظاهره؟ وأجاب فضيلته بأن اتباع شرع الله سبحانه وتعالى بإتيان أوامره واجتناب نواهيه هو أفضل الوسائل والسبل لتحقيق ذلك.

كيفية الرد على محاولات إلصاق ظاهر الغلو بالدعوة السلفية؟ بين فضيلته أن ذلك يندرج تحت المحاولات الكثيرة التي يقوم بها المنافقون وأصحاب النفوس الضعيفة لتشويه منهج أهل السنة والجماعة، فينبغي علينا الثبات على الحق والاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهما المنهج الذي يرتضيه كل مسلم.

وفي نهاية المحاضرة تقدم الدكتور عبدالرحمن الصمادي المشرف على وحدة الإرشاد الأكاديمي بخالص الشكر والتقدير لفضيلة الأستاذ الدكتور خالد المصلح على محاضرته القيمة، كما توجه بجزيل الشكر للحضور من الأساتذة والطلاب الذين ثمنوا بدورهم ما تبذله كلية الشريعة والدراسات الإسلامية من جهود في سبيل المحافظة على أمن المجتمع وحمايته من جميع مظاهر الغلو.

30/11/2017
07:25 AM