لتكون المذاكرة متعة ..!!
ولدي الطالب الكريم / بنتي الطالبة الكريمة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لاحظت أن عدداً غير قليل من أبنائنا الطلاب، وبناتنا الطالبات، يخفقون في الامتحانات؛ ليس لأنهم أقل ذكاء، ولا حتى أقل استعداداً من غيرهم ..ولكن ربما يرجع الأمر إلى ضعف الثقة بالنفس حينا، ورؤية الآخرين على أنهم أفضل وأذكى، وحيناً إلى عدم الاستعداد المبكر، وحيناً إلى دخول الطالب أو الطالبة الامتحان، وهو يلبس ثوب التوتر والقلق، وأحياناً إلى عدم معرفتهما بالطرق الجيدة للمذاكرة.
وحرصاً على مساعدة أبنائنا الطلاب والطالبات .. كتبت هذه الأسطر لتنبّههم على تلافي مثل تلك الأمور..رجاء انتفاعهم بها، وإفادتهم منها..والله الموفق والمعين.  
1- من الجميل أن تعوّد نفسك متابعة الدروس أولاً بأول.
2- أصدقاؤك لهم أثر كبير في رؤيتك للدراسة ، وجديتك في حضور المحاضرات أو التساهل في ذلك،وفي مدى استعدادك للامتحان. فاجتهد أن تصادق العاقل الجاد ، الناجح في حياته ودراسته وعلاقاته.
3- كثيرون يشكون (ضعف) قدرتهم على الحفظ أو الفهم..وهم قد يكونون صنعوا ذلك لأنفسهم.. استشعر –دائماً- ثقتك بنفسك، وأنك لست اقل من غيرك، وردد الكلمات (الإيجابية) . واحذر من تكرار:أنا لا أحفظ،أنا لا أفهم.
4- من المهم حين تقبل على المذاكرة بالذات ، أن تتذكر كيف أن النتيجة التي ستتحقق لك من مذاكرتك ستترك أثراً رائعاً في حياتك ، من أكثر من جانب ؛ ارتفاع معديك، وبقاء المعلومات في ذهنك، وشعورك بالارتياح النفسي جراء ذلك.

5- حين تقبل على المذاكرة حاول أن ترمي الهموم والمشكلات في سلّة النسيان، لتكون مستعداً للتركيز.
6- عزز ثقتك بنفسك، واحترس من فيروسات التحبيط والتثبيط،وأضيء مصباح تفاؤل بين عينيك أثناء مذاكرتك.
7- رتّب المواد حسب صعوبتها، وقسّم عليها الوقت، تبعاً لذلك، من حيث ما يناسبها من ساعات اليوم الصباحية والمسائية، وكم يكفي لها من الوقت.
8- ما يتوجب حفظه هو النقاط أو المحاور الرئيسة، أما الباقي فيفهم فهماً، فلا تضع وقتك في حفظ كل شيء.
9- من الجيد ان تأخذ قسطاً كافياً من النوم، فالإجهاد يمنع التركيز، ويفقدك الكثير.
10- اجعل لك فواصل ترويحية أثناء مذاكرتك، فذاك يساعدك على الاستيعاب. ويقترح أن يكون كل فاصل عشر دقائق، بعد كل ساعة مذاكرة.
11- احرص على الهدوء التام أثناء المذاكرة، والبعد عن الصخب أو الأشياء الملهية، كالتلفزيون ومجاورة الأطفال اثناء لعبهم.
12- تناول أغذية جيدة، واجتنب الإكثار من الأكل، فهو مدعاة إلى الخمول.
13- لا تكثر من المواد المنبهة، وتذكر أن شرب القهوة –مثلاً- طقس أكثر منه باعثاً على الدراسة.. فلو وضعت قربك (لتر) ماء ، وتناولته بفنجان ، كما القهوة، لأدى الغرض ، مع كونه اصحّ طبياً.!
14- استخدم أثناء مذاكرتك أسلوب الربط فيما تريد حفظه؛ فحين تكون تلك أرقاماً يمكنك ربطها برقم مألوف لديك، مثل رقم الهاتف، أو عدد افراد العائلة، أو تاريخ ولادة أحدهم، أو مجموع أرقام ذلك التاريخ... وحين تكون تلك اسماء فلتبحث عن أقرب اسم مألوف لديك؛ سواء أكان ذلك مطابقاً أم بينهما قواسم معينة، أو يجمعهما الاشتقاق.. بل يمكنك كتابة المعلومة ، وتعليقها بمكان ما ، لتتذكرها من خلال المكان الذي علقتها فيه. بل إن وضع بعض الرسومات الصغيرة ، حول بعض المعلومات ، يمكن أن يساعد على تذكرها، من خلال ربطها بتلك الرسومات..!
كما يختصر عليك كثيراً أسلوب الخرائط الذهنية.
15- من الجيد الإفادة من التقنية في حفظ بعض النصوص المطلوبة أو المهمة، عن طريق تسجيها في الجوال.. كما يساعد في ذلك كتابتها في ورقة ولصقها في مكان ما من المنزل، يكثر مرورك عليه.
16- يساعدك قلم الرصاص ، وألوان الفلومستر، في وضع خطوط أو ألوان "تظهير" على بعض المعلومات.
17- من الجيد أن تنهي المذاكرة قبل دخول درس الامتحان بعشرين دقيقة على الأقل.. والبعد عن تقليب صفحات الكتب والمذكرات ، بطريقة سريعة وعشوائية بين يدي قاعة الامتحان.
18- حين تجلس على مقعد الامتحان أقترح عليك أن تقول: اللهم يا مفهم سليمان فهمني ، ويا معلم إبراهيم علمني، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً. كما اقترح عليك (التبسم) فهو عامل مهم في لاستقرار انفعالاتك النفسية التي تنعكس على العمليات العقلية من التذكر والتفكير.
19- من المهم فهم المطلوب في الأسئلة جيداً .. هل الأسئلة اختيارية أم إجبارية؟ وفي الحالة الأولى يمكنك المرور عليها واختيار ما تكون قد استوعبته أكثر. أما في الحالة الثانية فمن الجيد ان تجيب عن كل سؤال حسبما تعرف.. ولتخصص كل سؤال بصفحة مستقلة، بحيث تترك فراغاً تضع فيه ما يمكن أن تكون قد نسيت كتابته من الإجابة، أو أنك قد تذكرته متأخراً.
20- تنسيق ورقة الإجابة، ووضوح الخط، وقلة الكشط تفتح نفس المصحح .!!
21- احذر الاستعجال في الخروج من قاعة الامتحان ، فربما نسيت سؤالاً أو فقرة فعضضت أصابع الندم، بل قد يكون استعجالك أنساك حتى كتابة اسمك على الورقة(!!).. لكن حين تجيب وتتاكد، ويذهب على الأقل ثلثا الوقت فلا بأس بالخروج.
22- تفاءل دائماً.. واحذر أن يترك عدم إجابتك عن أسئلة مادة أثراً سلبياً في نفسك ، ما قد يؤثر في مستواك في بقية المواد.
23- إذا كان لك أطفال فمن المهم أن ترتب وضعهم قبل أن ترتب جدول المذاكرة ، بحيث لا تنشغل بهم ، ما يؤدي إلى تشتيت ذهنك.
24- تأكد من مواعيد الاختبارات جيداً، ولا تتكل على مجرد سؤال أحد الزملاء ، حتى لا تقع ضحية خطئه.
25- حين لا تجد نفسك مندفعاً إلى المذاكرة فلا تكرهها.. فمن الجيد أن تأخذ دورتين أو ثلاثاً حول فناء البيت، أو حتى داخل البيت حين لا يكون هناك فناء، وتنفس بعمق عددا من المرات، في الهواء الطلق.
26- حين يهاجمك النوم فلا تحاول مدافعته، فربما خسرت الوقت ولم تفدك المذاكرة.. يمكنك النوم والقيام في وقت مبكر، لتعوّض ما فاتك.
27- اتكل على الله دائما، واحذر التفكير في الغش، فهو حرام شرعاً، ومشوّه للسمعة في المحيط الدراسي والاجتماعي.
28- لأنك أثناء الامتحان بحاجة للهدوء النفسي؛ابتعد عن كل ما يجلب لك الإزعاج، ومن ذلك الجوال، خاصة وقد يدفع رنينه إلى شك مراقبي الامتحان بك..!
29- حين تجيب عن الأسئلة، وقد يكون فات عليك شيء منها، وفي الدقائق الأخيرة من الوقت، ركز اهتمامك فيما لم تستطع الإجابة عنه، ولا ترجع إلى ما كنت قد أجبت عن أسئلته.
30- يحدث أحياناً أن تفاجأ حين قراءة أسئلة الامتحان، وكأن ذاكرتك قد انثقبت وتسربت كل المعلومات التي ذاكرتها.. لا تضق بذلك، إنه نتيجة ما تشعر به من توتر.. استرخ ، وحاول الابتسام ..ستجد أن الإجابات تبدأ بالوصول إليك تباعاً ..!
31- ينصح –دائماً- حين قراءة الأسئلة أن يبدأ الطالب بالأسهل، لأن ذلك يقويه نفسياً، ويمنحه ثقة بأنه بدأ الإجابة الصحيحة.
32- من الجيد أن تحاول معرفة طريقة أستاذ المادة في وضع السئلة، فالأساتذة يختلفون في ذلك .. ومعرفتك تجعلك لا تفاجأ حين قراءة الأسئلة.
33- المذاكرة مملّة، خاصة مع طول أيام الامتحان، والتفرغ الكامل لها، وبدلاً من أن تظل تتقلب على جنبي الملل، حاول أن تضيف نكهة الاستمتاع، لتخفف عنك الشعور بالضيق والملل.
34- تكثر أوقات الفراغ بعد الانتهاء من الامتحان، وبالتالي تكثر الفرفشات وتبدأ العلاقات الجديدة، فهي نقطة تحول في حياة كثير من الطلاب والطالبات، فاحذر أن يكون التحول إلى الأسوأ.
35- لا تكن ساذجاً فتحيل الأمور إلى (الحظ) ، لتظل تندب نفسك بأنه لا (حظ) لك ..فالأعمال والطموحات تحقق بالجد والاجتهاد ،ومواصلة العمل ، مع الاتكال الكامل على الله، والتضرع إليه، وسؤاله الإعانة.
أسأل الله لكم التوفيق والفلاح، والفوز في الدنيا والآخرة.
د. عبد العزيز بن عبد الله المقبل